والأصول ، فترى البحوث العالية ( بحوث الخارج ) تتركز على الفقه وأصوله ، وقد توجد بحوث في التفسير والحديث والعقائد . . لكنها قليلة . يقول المعترضون : أين علوم القرآن وقراءاته وتفسيره ، وعلوم الحديث ، من الدراية ، ورجال الحديث ، والنقد والتجريح ؟ أين علوم العقيدة ، أصولها وفروعها ، والبحوث المقارنة بين الإسلام وغيره ، وتعليم الطالب رد الشبهات التي تثار على الإسلام وعقائده ؟ أين علم السيرة ، وعلوم تاريخ الإسلام ، وعلوم الأدب والشعر ؟ وأين اللغات التي يحتاجها العالم للتبليغ ، أو للرجوع إلى المصادر المكتوبة فيها ؟ وأين تعليم الطالب أوضاع عصرنا من فكر وسياسة . . وأين . . وأين ؟ ! ويخضع بعض واضعي المناهج لهذه التساؤلات ، فيقولون : نعم إن هذه العلوم لازمة لطالب العلم ، فيدخلون في برنامجهم أقصى ما يستطيعون من موادها ، ثم يرون أنها صارت أكثر من الوقت ، فيقللون من حصصها ! ثم يرون أن الوقت لا يكفي للكتب الوافية فيها ، فيختارون كتباً خفيفة أو يتركون الأمر لاختيار الأستاذ حسب فهمه وسليقته ، أو يكلفون أستاذاً ليضع في المادة كراساً ينتخبه ويسمونها خلاصات أو لباباً وما هي بلباب ! ثم يفتخر واضعوا هذا النوع من البرامج بأنهم يُدَرِّسون طلابهم عشرة علوم ، لكن الواقع أن يُشممونهم رائحة هذه العلوم ، كمن يَشُمُّ رائحة شواء من بعيد ! وكثيراً ما يكون شواؤهم محروقاً !