وبالشيخ موسى السبيتي ( رحمه الله ) ، وكان قاضياً شرعياً في بيروت ، وكلاهما من قرية كَفْرَا المجاورة لقريتنا . ومع علاقة الوالد ( رحمه الله ) بمشايخ عديدين ، كان يفضل السيد شرف الدين ( رحمه الله ) ، وإذا دخل فصل الصيف يذهب هو وعدد من وجهاء القرية لدعوة السيد للإصطياف في قريتنا ، ويهيؤون له المكان ويخدمونه ، فكان السيد يقضي فصل الصيف في ياطر ، إلى أواخر عمره الشريف ( رحمه الله ) . في صيف سنة 1956 ، أخبرني الوالد بصيغة الاستشارة بأنه اختار لي أن أكون طالب علم ، وأنه يريد أن يسأل السيد ( رحمه الله ) عن رأيه في ذلك ؟ فأجبته بموافقتي ورغبتي ، لأني أحب الدين وأحب الوالد والسيد ( رحمه الله ) . وعرفت الأسرة والأقارب بقرار الوالد ( رحمه الله ) ، فقبل بعضهم ، وسكت آخرون احتراماً له ( رحمه الله ) ، لكن امرأة من أقاربنا قالت لي : سمعت يا علي أن والدك يريد أن يعلمك شيخاً ، لا تقبل فإن الناس يقولون إنه يريد أن يعلمه شحاذاً ! أنت ناجح وتفهم ، وقد درست صفين في سنة ، نحن نريدك أن تكون أستاذ جامعة ! ولم أجبها بشئ ، لكن هزتني كلمة ( شحاذ ) ! وأخذت أتساءل هل أن عالم الدين يعيش فقيراً ؟ وحكيت لوالدي كلامها فقال : هؤلاء يا بني لا يعرفون . الشيخ عالم دين وليس شحاذاً ، ولكي تكون مطمئناً سأكتب لك نصف ملكيتي حتى لا يقول أحد مثل هذا الكلام !