تحت أشجار النخيل والطرفاء ، فبعضهم يطالع ، وبعضهم يسبح ، وبعضهم يتحدث أو يتباحث ، وبعضهم يأخذ عائلته وأطفاله معه . وكنا الطلبة اللبنانيين ، نذهب في مجموعات يوم الجمعة ، وقد نذهب ليلة الجمعة ، فنبيت في مسجد الكوفة ، ونذهب صباحاً إلى الفرات . وفي الفرات تعلمت السباحة ، أو أكملت ما تعلمته منها في شاطئ بيروت فقد كنت فيها سنتين ، أسكن في بيت أخي في محلة تلة الخياط ، وأدرس في محلة المصيطبة ، وأذهب معهم أحياناً إلى البحر في منطقة أربعاء أيوب ( عليه السلام ) . وسَبَحْتُ في الفرات مرات ، وعبرته سباحةً مرة في الصيف ومرة في الشتاء ، لكني لم أكن أهوى السباحة ، فقد صار الوقت عندي أغلى ، وكنت كثيراً ما اقتصر التعطيل بيوم الجمعة ، وأعمل كل يوم الخميس . كما تلاشت عندي هواية استطلاع البراري ، بسبب الوضع الأمني ، فقد بدأت الموجة الشيوعية بعد دخولي النجف بقليل ، وكان الطلبة يتعرضون لمضايقات من الشيوعيين ، وكانوا يتهموننا بأنا طبقة تخدم البرجوازية ! فلم نكن نتحرك إلا قليلاً ، وفي مجموعات . * *