وبادرت منذ وصولي إلى زيارة أستاذنا ، وكان يزورني ويحضر المناسبات في مسجدنا . وكنت دقيقاً في احترامه طوال المدة التي كنت وإياه في الكويت وهي نحو أربع سنين ، فكنت أزوره ، وكنت مشغولاً بأعمال ، وكان لا يميل إلى النشاط العام فكان يقول لي : أترك هذا المشروع ، وهذا العمل وذاك ، أنا أريدك أن تكون بقربي وأجعلك أحد الأمناء على مكتبتي . وكنت أجيبه : إنا بخدمتك ، لكن عليَّ مسؤولية اجتماعية بصفتي وكيل المرجع ، ولا يمكنني تركها . ووقعت المصيبة عندما جاءني شخص في قضية راجعه فيها فحكم لخصمه عليه ، فقلت له : إن فتوى السيد الحكيم لمصلحتك ، وذهبت معه إلى أستاذنا وبينت له الأمر ، فغضب عليَّ وقال : أنا أعرف منك بفتاوى السيد محسن الحكيم ، أنا درست عنده قبل أن تدرس أنت عندي ! فقلت له : ما رأيكم أن نكتب له استفتاء ؟ فاستشاط غضباً ، وقال : إذا أجاب السيد الحكيم بما قلتَ ، فسأنزع عمامتي ! وكتبت استفتاء وأخذه صاحب القضية السيد محمود عاشور ، وجاء بفتوى السيد الحكيم ( رحمه الله ) فكانت كما قلت ، فقلت له خذ الجواب إلى الشيخ بكل لطف ، فأخبرني أنه كرر قراءته وتعجب ، ثم زرته ( رحمه الله ) ولم نذكر الموضوع أبداً ، ولكنه ( رحمه الله ) حكم في المحكمة حسب جواب الاستفتاء . كان يبلغني عنه ( رحمه الله ) كلامٌ عليَّ ، فأقول للناقل : أرجو أن لا تنقل لي ما يبعدني عنه ، لأني أحبه وأريد أن أبقى محباً له ، وكنت أفسر غيبته لي بأنه