فقد كان الناس يستفيدون من مجالس العلماء العامة والخاصة ، ومن مجالس التعزية التي يعقدونها في أسابيع موتاهم ، وفي المناسبات الدينية . وكان عدد من أهل القرية ينجذبون إلى المطالعة ، فيشترون الكتب التاريخية والأدبية ، ويقرؤونها ويتداولون أحاديثها ، ونبغ بعضهم فصار خطيباً أو أديباً ، ومنهم من يشارك في الخطابة أو بقصائده في المناسبات . من باب المثال كنت تجد الناس حتى العوام في قريتنا ياطر ، يتذوقون الأدب والشعر ، وكان فيهم ثلاثة شعراء عصاميون ، هم الأستاذ توفيق كوراني ، والأستاذ عبد الله قعيق ، والحاج شبلي الذيب . والأولان لهما قصائد جيدة ومشاركات في المناسبات . وكان الحاج شبلي أمياً لا يقرأ ولا يكتب ، لكنه لغوي ينقد المفردات والعبارة العربية ، وشاعر ينظم القصائد الحسنة ! وقد استفدت من الذوق الأدبي لأستاذنا ( رحمه الله ) وكان شاعراً ، ومن أخيه الأستاذ كامل سليمان ( رحمه الله ) ، فتعلمت وزن الشعر وبعض نقده ، ونظمت وأنا في الرابعة عشرة أبياتاً وقصائد ، منها في تهنئة أستاذنا بزواجه ، فقد طلبت زوجته الطلاق لأنهما لم يرزقا أولاداً ، فطلقها وتزوج ، فرزقه الله ابنتين . وقد فقدت القصيدة لكن أستاذنا ( رحمه الله ) نشر منها أبياتاً ، هي : < شعر > أعلنت في يوم الزفاف سروري * وازداد أنسي واستبان حبوري لما تبوأ بيتكم علوية * من بيت قدس رائع مشهور < / شعر >