فكيف نثق بروايات تاريخنا الإسلامي ، الذي اهتم حكامه الظلمة بمفرداته الصغيرة ، وحاسبوا عليها الراوي والمؤرخ ؟ ! لذلك كتبت أشياء وأوصيت بنشرها بعد وفاتي ، فبعض المكتوبات تنفع بعد وفاة صاحبها أكثر منها في حياته ! وفي هذه المدة أقنعني بعض الأعزاء أن أستخير الله تعالى على كتابة تجربتي إلى طالب العلم ليستفيد منها خبرةً وعبرةً ، خاصة وأن حوزة النجف الأشرف تجدد بناء نفسها ، وتجمع أفلاذ أكباد الشيعة لترويهم بينابيعها العذبة ، وما أقرب أن ينطلقوا من مدارسها رسل هداية في العالم . فأطعت الاستخارة وكتبت هذه المذكرات ، وحرصت قدر المستطاع أن لا تمس أحداً بسوء ، واقتصرت على ما ينفع الطالب في بنائه الفكري والروحي ، لعلي أوفر عليه عناءً طويلاً عشناه ، ولم نخرج من ثقله إلا بشق الأنفس ، أو أفتح له باباً لم ينفتح علينا إلا بجهد جهيد ، ودهر مديد . وأعتذر من أعزائي الطلبة إذا غلب الجانب الذاتي في هذا الكتاب ، فإنما هو حديث عن النفس ، ليستفيد منه الغير ، أعاننا الله على أنفسنا ، ورزقنا خيرها ، وأعاذنا من شرها . كما أعتذر من الذين ذكرتهم لماماً ولم أستوف الحديث عنهم ، أمثال مراجعنا الراحلين السيد محسن الحكيم ، والسيد عبد الهادي الشيرازي ، والسيد أبي القاسم الخوئي ، والسيد محمود الشاهرودي ، والسيد مهدي