سأله الشيخ : كيف صار جرحك الآن ، وماذا عملت له ؟ فأخرج قدمه الضخمة فإذا فيها آثار عضة الضبع في أصول أصابعها ، قال : أنا داويتها ولا أحتاج إلى طبيب ، قلت لهم أعطوني زيت زيتون مغلياً ، فصببته على عضة الضبع وربطت قدمي ، تألمت في وقتها كثيراً ، ثم أخذت أتحسن ! وذات يوم زرت بيت الحاج سعيد ( رحمه الله ) ، وكان ابنه أبو عباس يحب الأدب ويقرأ لي ما أعجبه من الشعر ، وكانت والدته حسنة الأخلاق تحتفي بي إذا زرتهم ، وتطلب أن أبقى إلى وقت الغداء أو العشاء ، فلا أقبل . سألت الحاج سعيد : سمعت من الشيخ يا حاج أنك تمشي وأنت نائم ؟ فقال : نعم ، أنام حتى لو كنت ماشياً في وادي عاشور ! وهي واد عميقة وطريقها صعب ! فسألته : وإذا وصلت إلى مفرق ، فهل تعرف الطريق وأنت نائم ؟ قال : إذا وصلت إلى مفرق أستيقظ ، فأحدد مسيري ثم أنام ! وبعد سنوات حاولت أن أقلده وأنا أسير في طريق كربلاء ، فلم أنجح ! كنا نمشي من النجف إلى زيارة الحسين ( عليه السلام ) بجانب الشارع فحكيت قصة الحاج سعيد الآغا لزميليَّ السيد علاء الدين الحكيم والسيد مرتضى الحكيم رحمهما الله ، وقلت لهما أنا أنام في أي وقت ، وأريد أن أجرب اليوم النوم ماشياً ، فراقباني حتى لا أميل إلى الشارع ، فتدهسني سيارة !