وجاء الخبر أن وفود الناس جاءت إلى النجف وكانوا يهتفون : أيدنا سيد يوسف ، قلدنا سيد يوسف ! فكلمني بعض الناس أن نعلن تقليد السيد يوسف ( رحمه الله ) ، فأجبتهم إن التقليد في مذهبنا يجب أن يكون للأفقه الأعلم ، ومن المعروف المشهور أن السيد الخوئي بعد السيد الحكيم هو الأفقه ، فسكت السيد مهدي ( رحمه الله ) ولم يعترض . وفي اليوم الثالث أعلنتُ بحضوره أن الموازين الشرعية توجب تقليد الأعلم ، وأنه السيد الخوئي ( رحمه الله ) ، فقلد من يثق بكلامي السيد الخوئي ( رحمه الله ) . أما السيد الصدر ( رحمه الله ) فكنت تكلمت معه حول التقليد بعد السيد الحكيم ، فقال : ليس من المصلحة طرح مرجعيتي مع وجود أستاذي السيد الخوئي . لكن بعض من حوله كان رأيهم أنه إذا تبنت الدعوة مرجعية السيد الصدر فيجب إعلانها . وطرحوا ذلك في أوساط الدعوة ، حتى وصل الخبر إلى أبي عصام ( رحمه الله ) فأبدى تحفظه . ثم عقدت أربع جلسات بين السيد الصدر ( رحمه الله ) وأبي عصام ( رحمه الله ) لمناقشة الموضوع ، وكان أبو عصام هو كل الدعوة ، فكل خطوطها وأمورها بيده . وعُقدت الجلسات في بيت السيد إسماعيل الصدر ( رحمه الله ) المجاور لمسجد الهاشمي في الكاظمية ، وحضر بعضها أبو حسن السبيتي ، وكان محورها موقف الدعوة من المرجعية ككل ، وموقفها من مرجعية السيد الصدر ، وهل يصح أن تتبناها الدعوة ، أم لا ؟ !