انتخاب عشرة من هؤلاء ليكونوا ممثلين لعلماء بغداد ، وكان منهم أنا ، والشيخ علي الصغير ، والسيد مرتضى العسكري ، والسيد محمد الخلاني ، والسيد هادي الحكيم ، والباقون نسيت أسماؤهم ، وذهبنا إلى الكوفة فزرنا السيد وفُتح الحديث وتحدث الموفدون وكنت أنا ساكتاً ، فسألني السيد : لماذا أنت ساكت ؟ قلت : أنا أرى من الصعوبة بمكان أن أبدي رأياً يتعلق بك ، لأنك لا تمثل نفسك وإنما تمثل أمة ، وخطؤك ليس خطأ فرد ، وإن الله قد عودك على الجميل ، وأنت ولله الحمد تملك القدرة على التفكير بشكل جيد ، لذلك أرى أن تخلو بنفسك وتفكر والله سبحانه يلهمك الصواب ، وانظر ما هي المصلحة . عند ذلك قال إنه وافق على الذهاب إلى بغداد . وقد تحدث معي السيد هادي حول ترتيب الموضوع ، وأتذكر أننا لم نخبر أحداً بذلك ، حيث قلت للسيد هادي : أخشى أن السيد يستثني ولا يأتي فلننظر ونرى ، وبعد يوم اتصل بي أخي السيد كاظم ( رحمه الله ) وقال لي : إن السيد استثنى ، فقلنا : الحمد لله أننا لم نخبر الناس . ولكن بعد يوم أو يومين ، اتصل السيد كاظم وقال : نحن وصلنا بغداد ! وكان وصول السيد إلى بغداد مفاجئاً بالنسبة لي ! وحين سألت السيد كاظم حول الموضوع قال : استيقظ السيد صباحاً وقال لي : قل لسيد عباس السائق الخاص ، يملأ السيارة بنزين . ولما أراد الخروج قال : قل لعمك السيد سعيد يأتي على أثرنا أنا ذاهب ، ولم ينتظر .