مهما يكن ، فقد أخذ السيد مهدي ( رحمه الله ) يعمل في بغداد بقناعته ، واستطاع أن يقنع السيد الصدر ( رحمه الله ) وطلب منه أن يتضامن معه فقبل . لكنهما عجزا عن إقناع الشهيد أبي عصام ولو بمجرد التضامن معه فلم يقبل أبو عصام ( رحمه الله ) أن يدخل معه في أي عمل سياسي ، لأنه برأيه ينافي المرحلية ، والتي هي بناء القواعد تحت الأرض ، حسب تصورنا المثالي ! ويدل ما كتب السيد مهدي ( رحمه الله ) في مذكراته على أنه أقنع والده السيد المرجع ( قدس سره ) بهذا الاتجاه ولذلك تحمل ما ترتب عليه ولم يندم إلى آخر حياته . كان السيد مهدي ( رحمه الله ) يأمل في عهد عبد الرحمن عارف ، أن تنجح خطته وخطة أصدقائه من الشخصيات العراقية الشيعية والسنية ، بنقل العراق من الحكم العسكري إلى الحكم المدني . وقد تجاوب عبد الرحمن عارف مع هذا المطلب الشعبي وعين رئيس وزراء مدني ، هو عبد الرحمن البزاز ، فكان أول رئيس وزراء مدني في العراق الجمهوري العسكري . لذا كثر الحديث في تلك الفترة عن الحكم المدني ، مقابل الحكم العسكري الذي تواصل بثقله على العراق من ثورة عبد الكريم قاسم . لكن البعثيين سرعان ما جاؤوا بقطار أنكلو - أمريكي كما اعترف علي صالح السعدي ، وقاموا بانقلاب على عبد الرحمن عارف !