في أوائل مرحلته التغييرية وتخنقه ، فلا يعيش حتى يصل إلى المرحلة الثانية ! وإذا بطل تصورنا للمرحلة التغييرية بطلت بقية المراحل لأنها مبنية عليها . 2 - وقد صدق كلامه ( رحمه الله ) ، فإن القوميين والبعثيين اتهموا جماعة العلماء من أول تأسيسها ، بأنها تعمل للوصول إلى السلطة بانقلاب ، وأن وراءها تنظيماً يقوده السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الصدر ، وأشاعوا ذلك ، وذهبوا إلى السيد الحكيم ( رحمه الله ) وحذروه ، وحرضوه ضدهما . 3 - ما ذكره السيد الصدر ( رحمه الله ) واحد من مجموعة إشكالات على تصورنا للعمل الحركي ومراحله ، ومن أولها مشروعية أصل الحركة وقيادتها . وقد أعطيت هذا الكتاب إلى أحد الفضلاء من تلاميذ السيد ( رحمه الله ) ، فكتب لي بعد قراءة هذه الفقرة : « قد يكون سيدنا الأستاذ الشهيد ( رحمه الله ) قد حل إشكال المشروعية بإشرافه هو شخصياً على العمل ومواكبته له » . 4 - ومنها : أن بناء أمة تحت الأرض خيالٌ أيضاً ، لأن حقيقة الإنسان وصفات شخصيته ، ومستوى إيمانه وسلوكه ، لا تعرف إلا فوق الأرض . فتخيُّلنا أن التنظيم السري يصلح محضناً لبناء الشخصيات ، كمن يتخيل أن بإمكانه تخريج سبَّاحين في حوض افتراضي لا ماء فيه ! أو تخريج مصلِّحي سيارات بخرائط قطع سيارة ، دون أن يمسوا بأيديهم سيارة ! ولذلك نرى التفاوت الكبير في شخصيات الناس وأحجامهم ، ومنهم الدعاة ، وهم تحت الأرض ، أو فوقها . وهم في الظلام ، أو تحت الشمس .