شخصية كفوءة محبوبة من الناس ، أو زعامة الحركة ، وإعلان برنامج عمل ثم النشاط لتعريف الناس بالمجموعة وبرنامجها ، ثم خوض الانتخابات ومحاولة ربح أكثرية من النواب لتشكيل الحكومة ، والوصول إلى السلطة . لكن أبا عصام مؤسس الدعوة ( رحمه الله ) ابتكر طريقة جديدة للوصول إلى الحكم ، ليست انقلاباً عسكرياً ، ولا خوض انتخابات ، وسماها المرحلة التغييرية والمرحلة الإنقلابية ، وأقنعنا بها جميعاً ! ومفادها : أنا يجب أن نربي جيلاً من المؤمنين بالإسلام ودعوته ، تربية جيدة ، بشكل سري ، فيكونون تنظيماً حديدياً تحت الأرض ، ونهتمُّ بنوعيتهم أولاً ثم بكميتهم ، حتى يكونوا أمة مصغرة من الأمة الإسلامية الكبيرة ، ويكونوا هم القادة . حتى إذا جاء الوقت أعلنت الحركة نهاية المرحلة التغييرية ، وبداية المرحلة السياسية ، وخرجت أمة الدعاة من تحت الأرض إلى العلن ، وتسلمت السلطة بأسهل طريق ، بانقلاب عسكري ، أو بانتخابات ، أو بأي طريقة تراها قيادة الحركة آنذاك ! والأمر العجيب أنا في تنظيم الدعوة قبلنا هذه المرحلية ، حتى أنك تجد في ثقافة الدعوة تبريرها والتنظير لها بما لا مزيد عليه ! وقد كنت أسال السيد الصدر ( رحمه الله ) وأبا عصام ( رحمه الله ) عن المدة التي يقدرانها لازمة لهذه المرحلة ، فيجيبان بعشرات السنين ، ومئاتها ! وأول من اكتشف خيالية هذا التصور هو السيد مهدي الحكيم ( رحمه الله ) .