وكان أبو عصام قوي الفراسة نافذ النظرة في تقييم الأشخاص ، وقد لمست ذلك عدة مرات ، وثبت لي أنه صَرَّاف شخصيات ( رحمه الله ) . فقد كنتُ أعطيت مسؤولية إلى شخص مثقف ذكي ، عملي ، من عائلة معروفة ، فقال لي أبو عصام : هذا لا ينفع ، إنه لِعْبِي ! فلم أقبل منه وقلت في نفسي : لعل انطباعه عنه خاطئ لأنه يناقشه كثيراً . لكني بعد مدة اكتشفت صدق تقييمه ، وأن ذلك الشخص أهل لعب وليس أهل عمل ، فهو يهتم بالإشكال على الآخرين وعلى عملهم ، وينقدهم شخصياً لا ليصحح عملهم ، ويُقَيِّمُ الشخص والأمر بنقطة ضعف فيه ويترك مجموع جوانب قوته ! وكأن هدفه من عمله أن يثبت للآخرين أنه مصيب وغيره مخطئ ! وهذا هو اللعب والغرق في الذات ! * * وقد ظهرت قدرة أبي عصام ( رحمه الله ) على الكتابة ، فكتب موضوعات عديدة للنشرة الداخلية « صوت الدعوة » أولها عن المرحلية وأهمية المرحلة التغييرية ، وهي نظريته . وكان يراجع ما يكتبه أبو حسن السبيتي ، والشيخ عارف ، وكاتب هذه السطور ، وكذا ما يكتبه السيد الصدر ( رحمه الله ) . وينبغي أن نسجل هنا أن المجلدات الثلاثة التي هي ثقافة الدعوة ، كتب قليلاً منها السيد الصدر ( رحمه الله ) ، وأكثر منه أبو عصام ، وأكثر منه الشيخ عارف ، وأكثر منه كاتب هذه السطور ، وأكثر من الجميع أبو حسن