ومن الطريف أن الإنكليز قبلوا باقتراح بعض بسطاء الشيعة ، فجعلوا يوم نصب فيصل ملكاً يوم عيد الغدير ، تيمناً بيوم نصب النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) إماماً وخليفة ! مع أن الناصب هم الإنكليز وليس النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والمنصوب شاب مطيع لهم ليس فيه من علي ( عليه السلام ) إلا الانتساب ! وهكذا تأسس نظام الحكم في العراق : يوم الغدير ، بحكومة سنية ، وجيش سني ، وبقرار إنكليزي بإبعاد الشيعة ، وجاؤوا بنفس الموظفين العثمانيين السنة ، الذين سارعوا فنقلوا بندقيتهم وولاءهم من الوالي التركي والخلافة العثمانية ، إلى الوالي كوكس ، والخلافة الإنكليزية ! أما علماء الشيعة ومراجعهم وقادة عشائرهم العربية ، فقُتل منهم من قُتل وانزوى الباقون في النجف مجبرين على السكوت ، أو كانوا في سجون الإنكليز ، أو تشردوا محتمين بمن يعرفونهم في سوريا ومصر والحجاز ! وقد توسط الملك حسين ملك الحجاز لعدد منهم ، فعادوا بالباخرة مع فيصل أو بعده ، وقبلوا بالأمر الواقع ، وبايعوا فيصلاً ! * *