ولكن عبد الناصر فاجأهم بقبول مبدأ القيادة الجماعية ، وألا تكون الوحدة اندماجية ! وتم توقيع اتفاق الوحدة الثلاثية في 17 أبريل عام 1963 بالقاهرة . وفي اليوم التالي لإعلان الوحدة وقعت اضطرابات دموية شرسة في دمشق بين الناصريين من جانب ، والبعثيين من جانب آخر ، ذهب ضحيتها 170 قتيلاً ، وتمكن الضباط البعثيون بقيادة اللواء أمين الحافظ ، من السيطرة على الموقف والقضاء على الفئات الناصرية ومحاكمتهم عسكرياً وإعدامهم ! وهكذا فشلت تلك الوحدة فور إعلانها ! وخلال تلك الفترة تحول مشروع الوحدة الثلاثية إلى حرب إعلامية بين الدول الثلاث ، بين مصر وسورية ، وبين سورية والعراق بقيادة عبد السلام عارف . وتراشق الجانبان الاتهامات والإنتقادات اللاذعة ! ففي إحدى خطب عبد الناصر خلال شهر أبريل عام 1963 قال عن البعث : « إن الديمقراطية التي يتحدث عنها حزب البعث هي طبعاً ديمقراطية البعث في أن يقتل الناس ويضعهم في السجون ، وفي أن يتآمر الحزب ! لأن البعثيين أناس متآمرون وحكمهم مبنى على الإرهاب والدماء والقتل ! الواحد يستغرب لما يشوف البلد كلها ضدهم ، طبعا همّ جماعة كذابين ، ما هي الأهداف اللي قاعدين من أجلها ، بيقولوا وحدة واشتراكية وحرية ، وهم غدروا بالوحدة ، وغدروا بالحرية ! الحرية بقيت سجون ومعتقلات ، والإشتراكية اللي بيتكلموا عليها اشتراكية مزيفة ، إحنا دفعنا لحزب البعث أموال ، أموال كثيرة ، سبعين ألف جنيه وأربعين