لا أستطيع أن أشعر أني أجنبي عن تربة امتزجت بدماء أئمتي الطاهرين ! وتراجع الوزير وليَّنَ لهجته فقال : كلنا محبون لأهل البيت ، وأهلاً وسهلاً بك في بلدك ، في النجف وفي ديالى ، وفي أي مكان أردت أن تذهب إليه . شعرت أن مكانة السيد مهدي ( رحمه الله ) كبيرة في بغداد ، فقد احترمني الوزير ، وتراجع رغم تشدده من أجله . ثم رأيت مشهداً في بغداد والكوت أو واسط ، يكشف عن هيبة السلطة وخوفها من الشيعة وممثلهم السيد مهدي ابن المرجع ( رحمه الله ) ، فقد أقام أهل مدينة الكوت أو واسط ، احتفالاً دينياً ودعوا إليه السيد مهدي ( رحمه الله ) ، فخافت الحكومة ونشرت قوات الجيش ابتداءً من بيته في الكرادة ببغداد إلى الكوت ! وهي مسافة أكثر من مئة كيلو متر ، وقد لاحظت تواجها على طول الطريق إلى قرب مكان الاحتفال في مدينة الكوت ! إن هذا المشهد يعني أن السلطة تعرف أن الشيعة يمثلون أكثرية الجمهور العراقي ، وأنهم يطيعون الإشارة من المرجع ، وأنها تتخوف أن يتحول أي احتفال جماهيري حاشد برعاية المرجعية ، يحضر فيه ابن المرجع ، بإشارة منه إلى موجة شعبية غاضبة تهدد نظام الحكم ! * *