العاصمة على مقربة من صناعة القرار . وكذلك كان شعور الشخصيات الشيعية البغدادية القريبة من مراكز الحكم . وكان السيد مهدي الحكيم ( رحمه الله ) كبير أبناء المرجع المتصدين للعمل الاجتماعي والسياسي ، يمثل والده المرجع في مفاوضاته مع المسؤولين ، فاقترحوا مجيئه ليكون عالم بغداد وممثل المرجعية فيها . لذلك أمره والده في سنة 1964 بالسكن في بغداد ، وسرعان ما صار نجماً فيها ، وصار بيته في الكرادة مقصداً للشخصيات الدينية والسياسية ، ومركزاً للمداولة في الأمور . ونشط في فعاليات متعددة دينية واجتماعية ، وأقام علاقات واسعة مع طبقة السياسيين في بغداد . فكان عبد السلام عارف وبقية المسؤولين يحترمونه ويهابونه ، ويحسبون له ألف حساب ! أذكر أني كنت وكيل السيد الحكيم ( رحمه الله ) في الخالص في ديالى ، فكنت أذهب في شهر رمضان ومحرم وبعض المناسبات ، وفي أواخر شهر رمضان أعلنا أنا سنقيم احتفالاً واسعاً بمناسبة شهادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) في 25 شوال الآتي وكان ذلك سنة 1965 ميلادية . وحضرتُ من النجف قبل يوم من المناسبة ، فوجدت استعدادات واسعة من المتدينين في المدينة ، حيث وشَّحوا الشوارع بالسواد ، وأعلنوا تعطيل السوق يوم الوفاة ، وبادرت بعض المدارس من نفسها فعطلت الدراسة ، وبعض الدوائر ، وكان حفلاً مهيباً ، أثار حفيظة الأمن ومحافظ ديالى ، لكنهم لم يستطيعوا عمل شئ بسبب الجو العام المؤيد لي .