قال الشهيد السيد مهدي الحكيم ( رحمه الله ) في مذكراته / 21 : « وكتب السيد الشهيد الصدر رضي الله عنه المنشور الأول للجماعة . وكان اسم عبد الكريم قاسم يتكرر في المنشور مرتين أو ثلاثاً ، وكان اسمه يقرن مع نصير الإسلام ، لأن الشيوعيين سموه نصير السلام لكي يوحوا بأنه شيوعي ، وكنا نحن نحاول كسبه إلى جهة الإسلام من خلال تسميته بنصير الإسلام ، أو للتغطية على عملنا ، لأنه كان شخصية محبوبة جماهيرياً في ذلك الوقت ، ووعينا كان بهذا المقدار . . . ، إن المنشور الأول للجماعة غير موجود الآن لكونه ألغي ، وهو في الواقع لا يعبر عن فكر حقيقي ، وليس فيه اتجاه معين ، لأنا لم نكن نملك رصيداً من الممارسات من هذا النوع . إضافة إلى ذلك من المفروض وجود اسم عبد الكريم قاسم ، لأنه في حالة عدم ذكر اسمه في المنشور ، فإنه سيواجه الرفض جماهيرياً ، ومن ثَمَّ لا تتهيأ الفرصة لإذاعته عبر وسائل الإعلام ، بالرغم من أن نشر هذا البيان من الإذاعة ، كان شيئاً مهماً جداً في ذلك الوقت » . أقول : أراد ( رحمه الله ) الاعتذار عن تضمن المنشور مديحاً لعبد الكريم قاسم ، وردّ ما أشاعه البعثيون من أنه دعوة لعبد الكريم ، ليعلن نفسه خليفة ! وقد ذكرنا أن المنشورات السبعة تبقى مصدراً تاريخياً مهماً لتلك الفترة . * *