وبدأت جماعة العلماء بإصدار منشوراتها ، توجه الناس وتنتقد الشيوعيين وتمدح الزعيم الأوحد ، وأذيع بيانهم الأول من الإذاعة الرسمية ، ووزعه الشباب المتحمس في المحافظات ، وقرأه الخطباء على المنابر ! وفارت زنابير الشيوعية على جماعة العلماء والمرجعية والحوزة عموماً ، بالإعلام والصراخ والشتائم ، وملاحقة من يوزعون المنشورات ، فتصدى لهم المتدينون ، وصمدوا في مواجهتهم ، حتى انكسرت هيبة الشيوعيين ! وفرح القوميون والبعثيون بأن المرجعية نزلت إلى الميدان ، وعملوا على تأجيج الصراع بينها وبين النظام لأن هدفهم إسقاطه ، لكن منشورات جماعة العلماء كانت تمدح الزعيم الأوحد ، لتميز أتباعها عن غيرهم . وقام السيد الحكيم ( رحمه الله ) والمراجع بإصدار فتاوى تأييد لمنشورات جماعة علماء النجف ، وهذا نص فتوى السيد الحكيم : « بسم الله الرحمن الرحيم . إن جميع ما أصدره فريق من أعلام أهل العلم باسم جماعة العلماء في النجف الأشرف ، وما سيصدرونه من النشرات وغيرها ، مما يتضمن الدعوة إلى دين الإسلام ، لهو من أهم الوظائف الشرعية التي يجب القيام بها في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وترويج مبادئه الشريفة وتعاليمه المقدسة ، فعلى عامة المسلمين العمل على مؤازرتهم والوقوف إلى صفهم ، ومشاركتهم في تحمل هذه الدعوة الدينية المباركة » . محسن الطباطبائي الحكيم - 27 ج 2 - 1378 .