ياسين بواجبهم الشرعي بما أصدروه من بيانات تحث على التمسك بشريعة سيد المرسلين ( صلى الله عليه وآله ) ، فأنصت لها العراق من أقصاه إلى أدناه . ومرت الظروف الصعبة شديدة ، يصاحبها العنف الثوري حيناً ، والإستهتار الهمجي بالقيم حيناً آخر ، والاحتجاج الكلامي بعض الأحايين . وكانت الصحف العراقية تمثل هذه المفارقات كافة ، حتى إذا أُلقحت شرارة الموصل بقيادة العقيد عبد الوهاب الشواف في آذار 1959 اختلفت الحال ، وصُب البلاء صباً على الفصائل الدينية والوطنية والقومية في البلاد ، وأفرغت الساحة للحزب الشيوعي العراقي يصول فيها ويجول وسفكت الدماء في الموصل وكركوك والبصرة والمسيب والنجف الأشرف وكربلاء ، وعدة قصبات أخرى . وانتهت شرارة الموصل بقتل الشواف والحكم بإعدام ألمع الضباط العراقيين ، كالزعيم ناظم الطبقچلي والعقيد رفعت الحاج سري ورفاقهما . وكانت الوفود تترى على الإمام السيد محسن الحكيم للتوسط بإنقاذهما من تنفيذ حكم الإعدام ، وكان غاضباً على الزعيم عبد الكريم قاسم بسبب صدور قانون الأحوال الشخصية المخالف لنص كتاب الله : يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ، فجعلها في قانون الإرث والقضاء : للذكر مثل حظ الأنثى . فأرسل كتاباً لرئيس مجلس السيادة الفريق نجيب الربيعي يحثه بنصح رئيس الوزراء على حد تعبير الإمام الحكيم ، بعدم تنفيذ أحكام