فاستنكر المرجع السيد الحكيم سياسة السلطة ، وطالب بإخراج المعتقلين . واستطاع عبد الناصر أن يحقق الوحدة بين مصر وسوريا ، فأعلن التوقيع على ميثاق بينه وبين الرئيس السوري شكري القوتلي ، وبموجبه وُلدت « الجمهورية العربية المتحدة » في 22 / 2 / 1958 ، واستمرت نحو أربع سنوات حتى انتهت بانقلاب عسكري في دمشق يوم 28 / 8 / 1961 ، وعادت سوريا إلى اسمها « الجمهورية العربية السورية » وبقيت مصر على اسم « الجمهورية العربية المتحدة » حتى سميت عام 1971 : جمهورية مصر العربية . وفي هذه الموجة العروبية التي وصلت إلى حدود العراق ، قام عبد الكريم قاسم في 14 تموز سنة 1958 بانقلاب على النظام الملكي ، فقتل العائلة المالكة وأعلن النظام الجمهوري ، ورفع شعارات يحبها الناس كالديمقراطية والعدالة والتنمية والعروبة ، وأعلن دستوراً موقتاً للعراق ، ومجلس سيادة جعله أعلى هيئة دستورية ، وأعطى رئاسته لنجيب الربيعي ، لكن بدون صلاحيات ، ووعد الناس بانتخاب رئيس جمهورية في ستة أشهر . وشكل حكومة أخذ هو رئاستها وأخذ وزارة الدفاع ، ومنصب القائد العام للقوات المسلحة ، وجعل عبد السلام عارف نائبه ووزير الداخلية . وفسر السياسيون هذا الانقلاب بأنه عمل إنكليزي لامتصاص النقمة على النظام الملكي ، وبأنه عمل لمنع وصول الوحدة إلى العراق . وتفسير الأحداث بأن وراءها الإنكليز ، له حجته في العراق ، فقد عانوا