الخطر على دولته بعد وفاته . فقد أصابت الَّلقوة ، وهي اعوجاج الفم ، حتى صار فمه تحت أذنه ! وأصابته بردية شديدة ! وخرجت في ظهره قرحة عميقة ! وأصابته هَلْوَسَة ، فكان يرى علياً ( عليه السلام ) وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق ومن قتلهم ، كأنهم أرواح تطارده ! قال ابن الأعثم : 4 / 344 : « وجعل معاوية يبكي لما قد نزل به وكان في مرضه يرى أشياء لا تسره ! حتى كأنه ليهذي هذيان المدنف وهو يقول : إسقوني إسقوني ، فكان يشرب الماء الكثير فلا يروى ! وكان ربما غُشيَ عليه اليوم واليومين ، فإذا أفاق من غشوته ينادي بأعلى صوته : ما لي ومالك يا حجر بن عدي ! مالي ومالك يا عمرو بن الحمق ! مالي ومالك يا ابن أبي طالب » ! ( راجع عجائب حالته في : جواهر التاريخ : 2 / 85 ، والطبري : 4 / 245 ) . ولكنه مع كل ذلك أصرَّ على تسليم دولته إلى شاب أهوج مدمن خمر ، وهو يعرف أنه ربما دمرها وأنهى آل أبي سفيان إلى غير رجعة ! فلو كان يفهم ، لما وضع كل جهوده على كف عفريت ! ولو كان يفهم لما اشترى سنين من نعيم السلطة ، بالخلود في العذاب ! * *