وقد اتسعت هذه الظاهرة في بعض البلدان ، وسببت انخفاض المستوى العلمي ، حتى قلَّ أصحاب التخصص والمستويات العالية . إن مقولة : ما عندي من العلم يكفيني للتبليغ والعمل الاجتماعي ، قد تصح بالنسبة إلى محدود القابلية الذي امتلأ إناؤه ، أو الذي لا تسمح له ظروفه بالتفرغ لطلب العلم . لكن صاحب القابلية العالية الذي يمكنه التفرغ والتخصص والوصول إلى مستويات عالية ، عليه أن يأخذ إجازة من العمل الاجتماعي ، كالموظف الذي يأخذ إجازة دراسية ، والجندي الذي يأخذ إجازة لدورة ليكون ضابطاً أو قائداً . وينبغي للطالب أن يأخذ رأي من يثق به ، ليحدد من أي نوع هو ، وأن لا تكون عقبة المعيشة عائقاً أمام قراره ، لأن طالب العلم يسعى رزقه إليه . 3 - إذا وجب على الطالب أو جاز له التفرغ لطلب العلم ، فعليه أن يرضى في معيشته بما تيسر له ، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى قد تكفَّل برزقه . قال الشهيد الثاني ( رحمه الله ) في منية المريد / 227 : « ويرضى بما تيسر من القوت وإن كان يسيراً ، وبما يستر مثله من اللباس وإن كان خلقاً ، فبالصبر على ضيق العيش تنال سعة العلم ويجمع شمل القلب عن مفترقات الآمال ، ليتفجر عنه ينابيع الحكمة والكمال » . وقال ( رحمه الله ) في / 160 : « ورد في الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى قد تكفل لطالب العلم برزقه ، خاصة عما ضمنه لغيره . بمعنى أن غيره يحتاج إلى