وقد تقول : فمتى وكيف يحصل الطالب على ما يحتاج إليه من هذه العلوم ؟ والجواب : أنها علوم تخصصية أو شبه تخصصية ، بعضها يحصل عليه الطالب بعد تضلعه في علم الأصول ، بجهده الشخصي بدون أستاذ . وبعضها يحتاج إلى أستاذ ، والعديد منها لها أساتذة في الحوزة ، وهم من قديم يُخَرِّجُون طلبتهم فيها ، بأساليبهم المتعددة . والنتيجة : أن تقليل المواد لطالب العلم حاجةٌ منطقية ، ليستوعبها ويعايشها ويتعمق فيها ، وأن التركيز على أدبيات اللغة العربية والمنطق والفقه وأصوله صحيحٌ أيضاً ، ليملك الطالب القدرة على التخصصات اللازمة . لقد نسي محبوا البرامج المحشودة ، أن النمو العلمي لا يتحقق بكبس المواد في الذهن ، وأن القليل القارّ خير من الكثير الفار ، وأن مهمتهم ليست أن يخرِّجوا طلاباً ملمين بعدة علوم ، شكلاً بدون مضمون ، بل تخريج متخصصين في علم يعطيهم القدرة على التخصص في علوم أخرى ! ورحم الله الشيخ البهائي القائل : غلبتُ كل ذي فنون ، وغلبني كل ذي فن ! 7 - محاولات تحديث المتون الدراسية في الحوزة متون مقررة للتدريس ، في النحو ، والمنطق ، والحديث ، والفقه والأصول ، يتعصب لها بعض الأساتذة والطلبة لإعجابهم بها وألفتهم لها ، وينتقدها البعض ، ويطالبون باستبدالها بكتب أكثر عصرية .