وهذا يعني أنهم توصلوا عملياً إلى ما يشبه نظام الإجازة في حوزاتنا ! إن أهم هدف للمؤسسة العلمية : تربية الكادر العلمي أو الكفاءة العلمية فإذا وُجِدَتْ في علم من العلوم ، فقد وجدت الحوزة العلمية في ذلك العلم فهي حجر الأساس لأي نهوض علمي ، في الحوزات أو الجامعات . وقد كانت الأمة الإسلامية تعرف قيمة هؤلاء العلماء الأكفاء ، فكان العالم في الفقه أو الحديث أو الطب هو الحوزة أينما حل وارتحل ، يقصده الطلاب ، ويمدهم الحاكم والممولون ويدرسون عنده ويتخرجون على يده . ولا شك أن نظام الدراسة الطبيعي في الحوزة ، أكثر قدرةً على تربية الكادر العلمي من نظام الدراسة في الجامعات الغربية . ويكفي أن نعرف أن طالب الحوزة يفكر في المادة العلمية أربع مرات أكثر من طالب الجامعة ! فهو يسمعه من الأستاذ ، ثم يكتبه ، ثم يتباحث فيه مع زملائه ، ثم يُدَرِّسُه ، وربما يذاكره في المجالس ، فيكون مرة خامسة . والقضية الأساس في العلم والتجزئة والتحليل إنما هي : المدة التي يحتضن فيها ذهنك المسألة ويعيشها ، ثم كيف يتناولها ويتعامل معها . 6 - أيهما أفضل كثرة المواد أم قلتها ؟ يعترض بعضهم على المنهج الدراسي في الحوزة بقلة مواده ، فبعد استكمال أدبيات اللغة العربية ، والمنطق ، يكاد ينحصر المنهج في الفقه