2 - الدراسة الحلقية وحرية الطالب والأستاذ من ميزات المنهج الدراسي في حوزاتنا : الدراسة الحلقية ، ويرجع تاريخها إلى تحلُّق المسلمين حول النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم حول الأئمة ( عليهم السلام ) والرواة . وسرعان ما تحول المسلمون إلى طلبة علم ومعلمين ، وتحولت مساجدهم إلى حلقات للدراسة . بل إن الدراسة الحلقية هي الدراسة الطبيعية عند كل الأمم ، على يد الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) والعلماء ، والفلاسفة ، والأطباء ، وعلماء الطبيعة . فقد كانت الدراسات في العالم كله بالنظام الحلقي ، حيث يتحلق التلاميذ حول أستاذهم . وقد كتب ذلك الباحثون عن أنظمة التعليم عند الأمم والحضارات القديمة ، المصرية ، والإغريقية ، والهندية ، والفارسية ، فقد كان الأستاذ هو المحور ، وحلقة درسه هي المدرسة ، وإجازته هي الشهادة . ( راجع قصة الحضارة ، تأليف ول ديورانت : 2 / 171 و 329 ، و 460 ، و : 3 / 3 ، و 214 ، و : 5 / 363 ) . وتتشكل حلقة الدرس في حوزاتنا ، عندما يطلب بعض الطلاب من أستاذ درساً ، ويعينون مكاناً ، مسجداً أو مدرسة أو غيرهما . ويُعْلَنُ عادة في الحوزة في أول السنة الدراسية ، عن حلقات الدروس وأوقاتها ، فيختار الطالب الأستاذ الذي يريده ، ويحضر في حلقة درسه . فالطالب يختار المادة والأستاذ ، والأستاذ يختار الطالب فيحضر بإجازته ،