أو يعتذر منه فيمنعه من الحضور . بينما لا يتيسر ذلك في الجامعات المعاصرة . وينبغي التحذير من اتجاه جديد في حوزاتنا ، يتخيل أصحابه أنهم يخدمون الحوزة ويطورونها إلى الأحسن ، بأن يجعلوها شبيهة بكليات الجامعات العصرية ! فتراهم يمتحنون الطلبة للقبول ، ثم يعينون لهم المواد والمدرسين ، وساعات الدوام ، والإمتحانات . ويجعلون دراسة الطالب للمرحلة الأولى أربع سنوات مثلاً ، ويقسمون موادها على وحدات دراسية ، كالجامعة العصرية الغربية . يتصورون أنهم بهذا يخدمون الحوزة وطالب العلم ، ولكنهم يصادرون حرية الطالب والأستاذ ، ويساوون بين الطالب الذكي والغبي ، والمُجِدّ والكسول ، ويحولون الإنتاج الطبيعي في التعليم إلى إنتاج صناعي ! فالوضع الصحيح للحوزة أن يجتاز الطالب امتحان القبول ، ثم يعطى الحرية ليختار الأستاذ والمادة ، ولا يلزم إلا بما يشجعه على استيعاب الدرس كالمباحثة ، وكتابة بعض الدروس ، والتدريس ، ومجالس المذاكرة ، وامتحان آخر السنة ، الذي يشمل المواد التي قد يختارها الطالب .