وأخذت أبحث عن صاحبنا فلم أجده في دكانه عند خان المخضر ، أي مركز بيع الخضار ، حتى رأيته يوماً قرب بيتنا فسلمت عليه فقال لي : أين صاحبك الذي كان يجادلني ، لقد ذهب وترك الدرس ، أليس كذلك ؟ قلت له : نعم ، ودعوته إلى منزلنا ، ولما جلس قال : أعرف أنك تريد أن تسألني من أين تعرف ما أخبرتنا به ؟ أنا ليس عندي كتاب ولا حساب لكني أهدس ، وينطقونها بالهاء ، في قلبي بهذا الشئ ، فيكون كما أتصوره . قلت له : حدثني عن أمور حدست بها . قال : كنت يوماً في هذا الدكان الذي رأيتني فيه ، فهدست في قلبي أن بيتنا يحترق ، فأقفلت دكاني وذهبت إلى العباسيات ، فوجدت بيتنا في أول ما شبَّت النار فيه ، فأطفأته . فحسبتُ المدة التي يحتاجها حتى يصل من النجف إلى الكوفة ثم إلى بيته ، فكانت ثلاث ساعات بالأقل ، وقد وصل أول ما اشتعلت النار في بيته ! 11 - موجة الشيوعيين قلصت الاستفادة من شط الفرات يَمُرَّ الفرات بالكوفة دون النجف ، لأن أرض النجف مرتفعة ، وتبعد عن الكوفة نحو عشرة كلم ، وتسمى ظهر الكوفة ، ونجفة الكوفة . ويذهب طلبة الحوزة إلى الكوفة لزيارة مسجدها ومسجد السهلة القريب منها ، وزيارة قبري مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ، رضي الله عنهما . كما يذهبون يومي الخميس والجمعة لقضاء عطلتهم في شاطئ الفرات ،