8 - آية الله الشيخ حسين الحلي كنا نحضر درس المكاسب عند أستاذنا السيد عز الدين بحر العلوم ( رحمه الله ) ، مع زميلي الشيخ عبد الإله والشيخ سامي ، ونعتبر أنفسنا من أهل الفهم والذكاء ، ونتعجب من أستاذنا لماذا يطيل في شرحه ويكرر ، حتى كان درسنا ساعة وربعاً ، وهو يحتاج برأينا إلى ربع ساعة ! قال الشيخ عبد الإله : إنه يتصور أنا لا نفهم ، فأثبتوا له أنكم تفهمون ! وقررنا أن نشكل عليه ليعرف أنا نفهم ! وفي اليوم التالي ما أن بدأ في شرحه حتى أمطرناه بالإشكالات ، وما كان ينتهي من جواب أحدنا حتى يشكل عليه الآخر ! وكانت النتيجة أن نظرة الأستاذ إلينا تحسنت ، لكنا ارتكبنا ذنباً أخلاقياً ، فلم تكن إشكالاتنا لحاجة علمية قربة إلى الله ، وإنما لإثبات ذاتنا ! وكان أستاذنا يحضر بحث الخارج عند الشيخ حسين الحلي ( رحمه الله ) ، وكنا نسمع بالشيخ الحلي ومقامه العلمي وزهده وورعه ، وأن المرجع السيد الحكيم ( رحمه الله ) يُرجع إليه في الإحتياطات ، ومعناه أنه يشهد بأنه الأعلم بعده ويرشحه للمرجعية ، لكن الشيخ الحلي ( رحمه الله ) كان لا يقبل أن يقلده أحد . فقررنا أن نحضر درس الشيخ الحلي لنتفرج عليه ونرى منطقه ، وذهبنا قبل الوقت إلى مكان الدرس ، وكان غرفة في صحن الحرم دفن فيها المرجع الراحل الميرزا النائيني ( رحمه الله ) عرفت باسم : مقبرة الميرزا ، فجلسنا في طرف