أرى اليوم ضرورة توجيه الطالب من صغره ، وأنه ينبغي له ولأستاذه أن يفهم اهتماماته الطبيعية المفيدة فيشجعه عليها ، كما ينبغي أن يزرع في ذهنه اهتمامات أخرى ، ويفتح له أبوابها . لست نادماً على تلك الاهتمامات في ذلك السن ، لكن أتمنى لو اتجهت من يومها إلى المطالعة في السيرة والتفسير . . وحفظ القرآن ونهج البلاغة . . . وكم أشعر لأستاذي ( رحمه الله ) بالفضل والجميل ، لأنه لم يمنعني من اهتماماتي الطبيعية ، بل كان يبدي إعجابه ويشجعني مع زميلي على التحرك واللعب ! أذكر أنه أمرني ذات يوم أن أشتري كرة فاشتريتها ، فقال تعالوا أنت والشيخ نجيب والأولاد والعبوا هنا ، وكان يجلس على البيدر ، فلعبنا أمامه مع بعض الصبيان ، وكان فرحاً بذلك ! قال ( رحمه الله ) : في هذا السن يجب أن تلعبوا ، ومن لم يلعب في صغره يخشى أن يلعب في كبره ! كان يقدر صغر سننا يومها ، ويحرص على أن نتلقى الدروس براحة ورغبة ، وأحمد الله تعالى أني قضيت عنده سنتين وكسراً ، واستفدت منه ما يدرسه غيري في خمس سنوات ، فجزاه الله عني خير الجزاء . 21 - الأجواء الأدبية في البياض وياطر إلى سنوات خلت ، كان تأثير العلماء في ثقافة الناس في جبل عامل أكثر من تأثير كل المدارس ، ووسائل الإعلام !