فكيف تريد من طالب علمٍ أو شابٍّ متدين ، أن يقلدك في جميع هذه المسائل ، ولا تفردها لها واحدة واحدة ، وترشده إلى أن يقرأ فيها ويفكر ، أو يرجع فيها إلى مرجعه ، أو إلى أهل المعرفة والاختصاص الذين يثق بهم ! ولنأخذ المسألة الأولى منها مثلاً ، وهي علاقة التدين بالعمل السياسي للإسلام ، ونفتح فيها أبواب البحث فقط : 3 - هل العمل السياسي من شروط التدين التدين : هو الالتزام بأحكام الدين عقيدة وعملاً . ومفردات الالتزام وطريقته يعينها الدين نفسه وليس المسلم ، لأن التدين اتباعُ أحكام الله تعالى ، ولا مكان فيه لفذلكتنا وآرائنا . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : « وتجاهد من أمتي كل من خالف القرآن وسنتي ، ممن يعمل في الدين بالرأي ، ولا رأي في الدين ، إنما هو أمرُ الرب ونهيه » . ( الإحتجاج : 1 / 289 ، والوسائل : 18 / 40 ) . فهل يريد الله تعالى مني لأكون متديناً أن أعمل لإقامة دولة الإسلام ؟ لقد أجمع فقهاء الشيعة والسنة على أن العمل لإقامة الدولة الإسلامية ليس شرطاً في التدين ، وإن جاز أو وجب عند بعض الفقهاء ، أحياناً . لهذا يجب على من يدعو آخر للإنتماء إلى تنظيمه الإسلامي ، أن يقول له : نحن نعتقد بوجوب العمل لإقامة الدولة الإسلامية وندعوك للعمل معنا .