وقد ورثت الحكومات المعاصرة هذه السياسة من الحكومات الظالمة من زمن العباسيين ، فقد عملوا على منع زيارة الحسين ( عليه السلام ) وقاومهم الناس ، وقدموا في سبيل ذلك أنفسهم ، حتى ثبتوا هذه الزيارة الجماهيرية . وقد زاد البعثيون على غيرهم فأفرطوا في استعمال العنف مع الناس لمنع المراسم الحسينية ، فكانوا ينشرون قواتهم في الطرقات نحو كربلاء لمطاردة الذين يأتون مشياً لزيارة الحسين ( عليه السلام ) والقبض عليهم ، أو إطلاق النار عليهم وقتلهم ، وتتبعوا خطباء المنبر الحسيني والشعراء والرواديد ، في أنحاء العراق وقتلوا منهم المئات ، مضافاً إلى من قتلوهم من علماء الدين ! 10 - وفاة السيد الحكيم ( رحمه الله ) ومباحثات الدعوة والسيد الصدر ( رحمه الله ) كان لوفاة المرجع السيد الحكيم ( رحمه الله ) تأثير حزين عميق في أنفس الشيعة ، فقد توفيَ في عزلته واحتجاجه على ظلم البعثيين ، فخرج الناس بمئات الآلاف ، باكين عليه هاتفين له ولابنه السيد مهدي . وأقمنا له مجالس الفاتحة في الكويت ، وحضرها ولده السيد مهدي ( رحمه الله ) . وجاء الخبر أن تشييع جنازة السيد الحكيم ( رحمه الله ) كان حاشداً في بغداد ، قدروه بنصف مليون ، وأن أحمد حسن البكر شارك فيه ، فهتفت الجماهير في وجهه : السيد مهدي مو جاسوس ، إسمع يالرئيس ! ورأى جماهير الناس يتجهون إليه ووصلوا إلى حراسته ، فانسحب .