2 - الاتجاه الثاني : مشروع الحركة الإسلامية العالمية إذا أردنا الحديث عن تلك الفترة التي تأسست فيها حركة إسلامية عالمية باسم : « الدعوة الإسلامية » وعُرِفَتْ بعد عقدين باسم : « حزب الدعوة الإسلامية » فلا بد أن نذكر الذين عملوا من أجل تأسيسها ، رحمهم الله . ونلفت هنا إلى كثرة الظنون والرجم بالغيب ممن كتبوا في الموضوع ، لأنهم لم يكونوا في مجرى الحدث ، وبعضهم ناشئ اعتمد فيما كتبه على من لم يكن حاضراً ، ولا تثبَّت من سماعه . وبعضهم تعمد التأريخ للموضوع بغير الواقع ، ظناً منه أنه يستطيع فرض تصوره على التاريخ ، لأنه لا يوجد من يعرف الواقع ويكشفه ! لكن من واكب الحدث مثلي ، يتعجب مما كتبوه عن تأسيس الدعوة ، ويقول : إذا كان الحدث الذي عاصرناه يكتب بهذا النحو : مسلوخاً عن جوه ، مفترضاً له جوٌّ آخر ، فيه خلطٌ ، وتعتيمٌ ، وتضخيمٌ ، وتصغير وتكبير ، في الأحداث والأشخاص والتواريخ ! فكيف نثق بروايات تاريخنا الإسلامي ، الذي اهتم الحكام بمفرداته الصغيرة وحاسبوا عليها الراوي ! لقد شارك في مداولات تأسيس تنظيم الدعوة بضعة عشرة نفراً ، وكانت جلساتهم متباعدة ، وبدأت سنة ( 1960 م - 1379 ه - ) واستمرت نحو سنة حتى تم اتفاق من بقي منهم في الجلسات ، فبدأ أبو عصام ( رحمه الله ) بتشكيل الحلقات ، وطلب من السيد الصدر ( رحمه الله ) أن يكتب الأسس .