وهذا لا يلغي تأثير نوايانا ، لكنه يفتح باب تأثيرها في أولادنا ، وتأثير نوايا آبائنا فينا ، وأنا نعيش في خيرهم ، وبركة نياتهم فينا ولنا . 3 - كيف يفحص الطالب نيته ؟ عندما يقرر الإنسان أن يكون طالب علم ، فهو أدرى بدوافعه لاتخاذ هذا القرار وسلوك هذا الطريق ، وهل أن نيته لله تعالى والنجاة في الآخرة ، أم لبلوغ هدف في الدنيا ، أو أنها خليطٌ من الدوافع الدنيوية والأخروية . فينبغي له أن يصحح نيته من أول الطريق ، ثم يراجع دوافعه باستمرار لأن دوافع العمل تتغير ، فيصحح ما يطرأ عليها من خلل ، ليبقى طلبه للعلم خالصاً لوجه الله تعالى ، في أول الطريق ، وكل مراحله . ويمكن له أن يفحص نيته بأن يفرض أن طلبه للعلم مثلاً سيوصله إلى مقام علمي ، وهدف دنيوي كالمكانة الاجتماعية والمعيشة المادية الحسنة ، لكن ليس له ثواب في الآخرة ! فهل سيواصله أم يتركه ؟ فإن رأى نفسه أنه ليس حاضراً للقيام بعمل ، وبذل جهد لا نفع فيه لآخرته ، فهذا علامة أنه يقصد بعمله الآخرة . وقد تناول الشهيد الثاني ( رحمه الله ) هذه المسألة من زاوية موقف الأستاذ من طالب العلم الذي لم تصح نيته ، هل يدرسه أم لا ؟ قال ( رحمه الله ) في كتابه الفريد في بابه منية المريد / 183 : « الخامس : أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه غير صحيح النية ، فربما عسر على كثير من المبتدئين