responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إلى طالب العلم نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 17


بالاشتغال تصحيح النية ، لضعف نفوسهم وانحطاطها عن إدراك السعادة الآجلة ، وقلة أنسهم بموجبات تصحيحها ، فالإمتناع من تعليمهم يؤدي إلى تفويت كثير من العلم ، مع أنه يرجى ببركة العلم تصحيحها إذا أنس بالعلم . وقد قال بعضهم : طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله . معناه كانت عاقبته أن صار لله . . . لكن يجب على المعلم إذا شعر من المتعلم فساد النية أن يستدرجه بالموعظة الحسنة ، وينبهه على خطر العلم الذي لا يراد به الله ، ويتلو عليه من الأخبار الواردة في ذلك حالاً فحالاً ، حتى يقوده إلى القصد الصحيح ، فإن لم ينجع ذلك ويئس منه ، قيل يتركه حينئذ ويمنعه من التعلم ، فإن العلم لا يزيده إلا شراً ! وإلى ذلك أشار علي ( عليه السلام ) بقوله : لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير ! وعن الصادق ( عليه السلام ) قال : قام عيسى بن مريم ( عليه السلام ) خطيباً في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل ، لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم . ولقد أحسن القائل :
< شعر > ومن منحَ الجُهَّال علماً أضاعهُ * ومن منعَ المستوجبين فقد ظلمْ < / شعر > وفصَّل آخرون فقالوا : إن كان فساد نيته من جهة الكبر والمراء ونحوهما فالأمر كذلك ، وإن كان من جهة حب الرئاسة الدنيوية فينبغي مع اليأس من إصلاحه أن لا يمنعه ، لعدم ثوران المفسدة وتعديها ، ولأنه لا يكاد يخلص من هذه الرذيلة أحد في البداية ، فإذا وصل إلى أصل العلم عرف أن العلم إنما يطلبه للسعادة الأبدية بالذات ، والرئاسة لازمة له ، قَصَد أم لم يقصد » .

17

نام کتاب : إلى طالب العلم نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست