3 - تشكيل جماعة علماء النجف كانت موجة الشيوعية أكبر تحدٍّ واجهته الحوزة العلمية في تاريخها الحديث فهو أكبر حتى من تحدي الغزو الوهابي في سنة 1216 هجرية ، حيث أغاروا على النجف مرتين بعد احتلالهم كربلاء وتخريبها ! وهو أكبر من الغزو الإنكليزي بعده بقرن ! لأن الموجة الشيوعية كانت غزواً من الخارج والداخل معاً ، عسكرياً وفكرياً معاً ، ولا يوازي خطرها إلا خطة البعثيين لإبادة الحوزة والشيعة ! كان الطلبة يحثُّون العلماء والمرجع على المواجهة ، وكان المتدينون يأتون من المحافظات يُعلنون استعدادهم للمواجهة والتضحية ، ويستغيثون من سطوة الشيوعيين في مناطقهم ! فقامت الحوزة بتشكيل « جماعة علماء النجف » لتكون جبهة المواجهة ، وتتخذ المواقف ، وتصدر البيانات والتوجيهات للناس . وكان تشكيلها بعد تشاور بين المرجع السيد الحكيم ، والمرجع السيد عبد الهادي الشيرازي ، والمرجع السيد الشاهرودي ، والمرجع السيد أبي القاسم الخوئي ، فاتفقوا على أن يترأسها الشيخ مرتضى آل ياسين ، رضوان الله عليهم . وسمعت من السيد الصدر ( رحمه الله ) أنهم طلبوا من السيد الحكيم ( رحمه الله ) أن يكون هو رئيس جماعة علماء النجف ، فقال : لا ، اختاروا أنتم أحدكم ، وأكون أنا خارج التشكيلة ، فإذا وقع عليكم ظلم أستطيع أن أدافع عنكم .