نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 208
من القاء أحد ركابها في البحر لينجو سائر من فيها من الغرق فساهموا فجاء السهم على يونس فألقوه أو ألقى هو نفسه فالتقمه الحوت مضيقا عليه أشد التضيق . . إن يونس لم يصبر على تكاليف الرسالة فضاق صدرا بالقوم والقى عبء الدعوة وذهب مغاضبا ضيق الصدر حرج النفس فأوقعه الله في الضيق الذي تهون إلى جانبه مضايقات المكذبين . . وأصحاب الدعوات لا بد أن يتحملوا تكاليفها ، وان يصبروا على التكذيب بها والايذاء من أجلها . وتكذيب الصادق الواثق مرير على النفس . مرير على النفس حقا ، ولكنه بعض تكاليف الرسالة فلا بد لمن يكلفون عمل الدعوات أن يصبروا ويحتملوا ، ولا بد أن يثابروا ويثبتوا ولا بد أن يكرروا الدعوة ويبدوا فيها ويعيدوا . . إن من السهل على صاحب الدعوة أن يغضب لان الناس لا يستحبون لدعوته فيهجر الناس . . انه عمل مريح قد يفتر الغضب ويهدئ الأعصاب ولكن أين هي الدعوة ؟ وما الذي عاد عليها من هجران المكذبين المعارضين ؟ إن الدعوة هي الأصل لا شخص الداعية ! فليضق صدره . . ولكن ليكظم الغيظ ويمض . وخير له أن يصبر فلا يضيق صدره بما يقولون . إن الداعية أداة في يد القدرة ، والله أرعى لدعوته وأحفظ فليؤد هو واجبه في كل ظرف وفي كل جو ، والبقية على الله والهدى هدى الله . وان في قضية ذي النون لدرسا لأصحاب الدعوات ينبغي أن يتأملوه ،
208
نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 208