نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 186
عريض ، يضع الأشياء موضعها ، ولا يعطيها سوى قيمها الحقيقية ، وأنت عندما تنظر المال ، والجاه . . في المنظار الاسلامي للحياة والآخرة ولله . . فلن ترى لهما - أخلاقيا - سوى رقم ضئيل ليس له في الحساب شئ وليس له في القلب مكان . فالزهد عندما يدعو له الاسلام ، ويربي الانسان المسلم عليه مسألة طبيعية لا تزيد على معايشة النصوص الاسلامية للحياة ، والتفاعل النفسي مع حقائق الوجود . يتحول من خلاله الانسان المسلم من انسان يرتبط بهذه المعاني الزائلة ، ويصنمها ، ويعبدها في القلب والوجدان ، إلى إنسان يتعالى عليها ، ويتسامى عنها ، ولا يعطيها سوى قيمها الحقيقية التي تستحقها . . وقلب المؤمن كلما نما حبه لله تعالى ، ولدينه وللمؤمنين ، وازدادت همومه الرسالية ، وتوجهاته النفسية للعمل والجهاد ، كلما ضعف حب الدنيا في قلبه ، وزهد في معانيها الزائلة ، مالا ، وجاها ، وزخرفا ، وشهوات . . فالزهد اذن هو التحرر الداخلي من قيد الشهوة والهوى ، والانعتاق النفسي الحقيقي من الدنيا ، ومعانيها وهو بذلك سبب ، ونتيجة في آن واحد للانقطاع إلى الله تعالى ، والارتباط بالسماء . . أو بالأحرى العبودية الكاملة لله في المشاعر والعواطف والسلوك . لقد طبلوا للحرية الغربية ، والحرية في المجتمعات الديمقراطية ، حرية في مجال السياسة ، وحرية في مجال السلوك الشخصي ، وحرية في الاقتصاد ، وحرية في المجالات كافة . ولكن الانسان المؤمن وحده هو الذي يعرف
186
نام کتاب : النظرات حول الإعداد الروحي نویسنده : الشيخ حسن معن جلد : 1 صفحه : 186