نام کتاب : الفضائل والرذائل نویسنده : المظاهري جلد : 1 صفحه : 89
الجهة أو تلك ليعثر على شئ ما وأخيرا يعثر على شئ فيجد ان عباءتها مثلا قد سقطت في جانب ، فيعلو صياحه لماذا هذا الإهمال ، فتذهب هدرا جهود تلك المرأة من الصباح إلى الليل بهذا الكلام ونحوه . الزوج بجملته هذه لا شك في كونه يدخل النار وإذا لم يتب فإنه سوف يعلق بلسانه في النار . هذا اللسان الذي سوف يطول يوم القيامة حتى أن أهل المحشر يطأونه . وهذا الذنب من العظم والكبر إلى درجة انه من لم يتب فحين رحيله من الدنيا يتعرض لضغطة القبر ، ويعاقب من أول ليلة ينزل فيها القبر . وأما النتيجة في الدنيا فهي فتور المرأة وبرودها في رعاية بيتها وزوجها وأطفالها . وأحيانا المرأة تكون سلبية بنظرتها ، مثلا زوجها يكد من الصباح إلى العصر لتهيئة مصروف البيت ، وعندما يعود إلى البيت تكون حواسه مجهدة فقد لا يغسل يديه أو شيئا من هذا القبيل . ولكن هذه المرأة تنسى كل تلك الجهود ، ولا ترى إلا هذا الفعل سيئا فيعلو صياحها ، وتسمى هذه المرأة سلبية النظرة امرأة سليطة جهنمية . أما في المجال الاجتماعي العام فكذلك أيضا ، فقد لا يرى الأفعال الحسنة الكثيرة في سلوك صديقه ، ولكن إذا رأى منه خطأ اتخذ منه علما ، يلوح به خلفه وأمامه ويصرح به هنا وهناك . أو عندما يجتمع عدد من الأشخاص في مجلس ويشرعون بالغيبة لأحد أصدقائهم وعندما يقوم من المجلس أحدهم مثلا يبدأون باغتيابه ، ويأكلون لحم الميتة طالما كان المجلس منعقدا وكلما استمر المجلس كان إثمه أشد من الزنا . وعندما ندقق نرى ان هؤلاء سلبيو النظرة ، فلا بد ان يكون ذلك الشخص الذي اغتابوه ذا صفات حسنة تجاهلوها وبدل الإشارة إليها عدلوا إلى الغيبة . لذا فان الأشخاص الذين يغتابون الآخرين من ذوي النظرة السلبية وعليهم ان يعلموا ان قلوبهم غير سليمة ويعلموا ان رذيلة التخيل والتوهم تتحكم بقلوبهم وكذلك رذيلة النظرة السلبية . وإذا ترسخت هذه الرذيلة في القلب فلا يمحوها من القلب إلا نار جهنم . الذين يقترفون الغيبة لماذا لا يرون الشئ الحسن عند
89
نام کتاب : الفضائل والرذائل نویسنده : المظاهري جلد : 1 صفحه : 89