responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 237


وعمل على نشر تعاليمه متبعاً في ذلك سيرة النبي ولم ينحرف عن الصراط المستقيم قدر شعرة إلى آخر حياته .
ونموذج آخر للتربية الصالحة نجده في التاريخ المشرق للامام الحسين بن علي ( ع ) فهو غير خفي على أحد . فلقد خلدت القرون المتمادية شهامة الحسين وتضحيته ، إيثاره وعظمته في إعلاء كلمة الحق والعدالة ، ولم يغب ذلك كله عن أذهان البشرية على مر الأجيال .
ولقد تباهى ذلك الامام العظيم كوالده بطهارة أسرته العريقة في أحرج المواقف . وتحدث عن تربية عائلته له آنذاك قائلاً : « ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين :
بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت » [1] .
أجل ! فلقد قال الله تعالى : « ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين » [2] والامام الحسين ( ع ) هو نفسه من المؤمنين وهو قائد المؤمنين وعليه يجب أن لا ينصاع لقوى الظلم والبغي . وأما دليله الثاني فهو أنه من أسرة أنفت الذل وأبت الضيم . وكأنه يقول :
إني تربيت في حجر الرسول الأعظم ( ص ) وعلي بن أبي طالب والصديقة الزهراء ، لقد نشأت على الشرف والاباء . . . كان بيتنا الصغير منبع الفضيلة والشهامة ، ولم تجد الحقارة طريقاً لها إلى أسرتنا . . . لقد تربيت في أحضان من عاشوا حياة ملؤها العز والحرية ، فكيف أرضى بالذلة والخضوع متناسياً ثروتي العائلية ؟ ! هذا مستحيل ، فلن أبايع يزيد أبداً ولا أخضع لأوامره . . .
هذه الشهامة والعزة ، وهذا الإباء والشرف . . . نتيجة التربية الأصلية في الأسرة ، التربية النابعة من حنان الوالدين وحبهما ، ذلك الحب الممزوج بالإيمان ، التربية التي ملؤها الصفاء والخلاص والطهارة والواقعية .
. . . إن رياض الأطفال أعجز من أن تربي أولاداً كهؤلاء . فهي مؤسسة



[1] نفس المهموم ص 149 .
[2] سورة المنافقين / : 8

237

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست