نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 179
< فهرس الموضوعات > حرية العقل < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ( أ ) الحرية الفطرية < / فهرس الموضوعات > لقد رأينا كيف أن الحيوانات تدرك الواقعيات المرتبطة بها عن طريق الغرائز التي تمثل الهداية الفطرية لله تعالى إياها ، لكن الانسان لا يستطيع أن يدرك الواقعيات التي توصله إلى السعادة عن طريق العقل دائماً ، بل عليه أن يعتمد على الهداية التشريعية - التي تتمثل في تعاليم الأنبياء - ليتمكن من إدراك الطريق المستقيم والمنهج الحقيقي للسعادة . . . هذا هو أول أوجه الفرق بين العقل والغريزة ! حرية العقل : 2 - أما النقطة الثانية التي يختلف فيها العقل عن الغريزة فهي أن الغريزة تعمل بصورة جبرية ولا يملك صاحب الغريزة في الأفعال الغريزية أية إرادة أو اختيار . فالنحلة مجبرة على أن تبني بيتها بشكل سداسي ، مستخدمة في ذلك الشمع كمادة إنشائية . ولا يحق لها أن تحدث أي تغيير في هذا العمل كما نجد أن الانسان - بحكم غريزته - يبلغ في وقت معين وتبدو الرغبة الجنسية فيه من دون ارادته واختياره . . . لكن الأحكام العلية تجري بإرادة الانسان واختياره ، وهو حر في تنفيذ أوامر العقل أو عصيانها . وهذه الحرية هي أعظم مائز للبشر بالنسبة إلى جميع الموجودات في عالم الأحياء . إن القرآن الكريم يشير إلى حرية الانسان في مواضع عديدة ويعتبرها من الودائع الفطرية في بناء الانسان . وهنا لا بأس من الاستشهاد ببعض تلك الآيات في ضمن الفقرات التالية : - الحرية الفطرية : يقول تعالى : « إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه . . . » [1] . أي أننا خلقنا الانسان من نطفة خليطة من الرحل والمرأة ، ثم نمتحنه . . .