نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 381
من المسؤولين والمسيطرين على زمام الحكم . في دولة كهذه يكون طريق التكامل والتعالي مفتوحاً أمام جميع الناس ، وباستطاعة كل فرد أن يعمل لسعادته بارتياح واطمئنان ، ويستفيد من نتائجها المهمة . أما الدولة التي يسيطر عليها الاستبداد والتعنت ، ولا يحترم فيها القانون والعدالة أصلاً ويفقد الحق والانصاف معناهما فيها . . . فلا حرية هناك . بل يسود سماء الأمة قلق واضطراب ويفقد الأفراد هدوءهم ، يقضون ليلهم ونهارهم في الخوف أو يكونون عبيداً لا إرادة لهم قبال أسيادهم ، وفي كل لحظة يمكن أن يسيئ الحاكم إلى شخص أو أشخاص من أفراده ويحمل كالحيوان المفترس عليهم ويهجم على كرامتهم ووجودهم بلا قيد أو شرط . . . فينهي بذلك حياتهم . الحياة في دولة كهذه لا تعني إلا الشفاء والحرمان ، وهناك يستحيل على الأفراد الوصول إلى الكمال اللائق بهم بهم كبشر ، وينغلق الطريق أمامهم نحو السعادة . . . في مثل هذه الدولة يحترم الأفراد حاكميهم بدافع من الخوف والأمن من الضرر ، ويطيعون أوامرهم صوناً لدمائهم . . . ولكنهم في الواقع يصبون سيل اللعنات عليهم . الانقياد بسبب الخوف : إن نظرة الاسلام إلى هؤلاء الحكام الظالمين . . . إلى هؤلاء الثلة الحقيرة التي تحكم الناس بقوة الحديد والنار . . . نظرة ملؤها الريبة والاحتقار ويعرفهم بأنهم أحقر الناس وشرهم في مقام الحكم الإلهي . عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ص ) : « شر الناس يوم القيامة : الذين يكرمون اتقاء شرهم » [1] كما ورد عنه ( ص ) في حديث آخر : « ويل لمن تزكيه الناس مخافة شره ، ويل لمن أطيع مخافة جوره ، ويل لمن أكرم مخافة شره » [2] .
[1] الكافي لثقة الإسلام الكليني ج 2 ص 327 . [2] مجموعة ورام ج 2 ص 115 .
381
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 381