responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 201


العيش والمعلومات الحياتية عن طريق الغريزة التي هي من نعم الله عليها بصورة تلقائية ولا تحتاج في ذلك إلى تعلم أو تربية . فالحيوان يحتاج إلى أمه إياماً قليلة ليأخذ منها الغذاء المناسب وتشملها الرعاية اللازمة كي يخوض معركة الحياة بعد ذلك . . . أما أطفال الانسان فإنهم يجب أن يتلقوا من أمهاتهم بالإضافة إلى التغذية والصحة ، مناهج مفصلة عن الحياة . وفي الواقع أن الأطفال يتلقون من أمهاتهم غذاءين :
الغذاء المادي والغذاء الروحي . إن حجر الأم مضافاً إلى قيامه بالتغذية الجسدية ، يعتبر مدرسة لتربية الطفل وإن فترة هذه المدرسة طويلة . فما لم يتخرج الطفل من هذه المدرسة لا يزال طفلاً ، وهو يحتاج إلى الأم ، ولا يليق للانطلاق في الحياة .
التغذية السليمة :
كما أن جسم الطفل يحتاج إلى غذاء ، فإن روحه أيضاً تحتاج إلى غذاء . إن النمو الطبيعي والاعتيادي لجسم الطفل يكون نتيجة التغذية السليمة ، والنمو الكامل لروح الطفل يخضع أيضاً لأسلوب التغذية التربوية الصحيحة والتنمية النفسية السليمة . يقول القرآن الكريم : « فلينظر الانسان إلى طعامه » .
بديهي أن الانسان يجب أن يهتم بطعامه وينظر إليه بعين الدقة والبصيرة والظاهر أن المراد من الطعام هنا هو المواد النباتية التي يتغذى منها الانسان بقرينة الآيات اللاحقة التي تتحدث حول نزول المطر ، وإخضرار الأعشاب ونمو الأشجار المثمرة . إن التفكر في المواد الغذائية والدقائق الموجودة في عالم النبات والحيوان يدفع الانسان إلى الإيمان بالله والمعاد ، كما أنها تعتبر من زاوية العلوم الطبيعية مجالاً واسعاً للبحوث العلمية والاستنتاجات المفيدة منها . لكن الامام الباقر والامام الصادق عليهما السلام يفسران الطعام في هذه الآية بالعلم :
1 - « عن أبي جعفر في قوله تعالى : ( فلينظر الانسان إلى طعامه ) قال : علمه الذي يأخذه ، عمن يأخذه فلينظر الانسان إلى طعامه » [1] .
2 - « عن أبي عبد الله في قوله تعالى ( فلينظر الانسان إلى طعامه )



[1] تفسير البرهان ص 1173 .

201

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست