responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 188


أثر التربية في الحيوان :
هناك بعض الحيوانات مثل الخيل والكلاب والقردة تملك شيئاً من الذكاء ويمكن إخضاعها للتربية إلى درجة ما . والمربي يستطيع أن يعلمها قسطاً من الصفات . ولكن العقل الذي هو منشأ الترقي والتكامل العلمي ورصيد التفكير يختص بالانسان . ولهذا السبب فان التربية مؤثرة إلى درجة ما في الحيوانات الراقية . مما لا شك فيه أنه لا يمكن تربية الحصان بشكل يستطيع معه يوماً أن يشترك في المؤتمر الاعلى للبحوث الذرية في الجامعة ويتحدث عن كيفية تحطيم النواة المركزية للذرة . والكلب مهما تربى بصورة فائقة فإنه لا يستطيع أن يبحث عن سرطان الدم وأساليب علاجه . فالحيوان مهما كان راقياً وذكياً يحذو حذو غريزته في الحياة دائما ولا يملك أدنى قدرة على التخلف عن الهداية التكوينية له .
« بالرغم من كون الغريزة عند الحيوانات الراقية كالقرود والفيلة والكلاب محاطة بهالة من الذكاء فان الغريزة هي الحاكمة والمسيطرة في الأفعال الحيوية الرئيسية لها » [1] .
يقول الامام الصادق ( ع ) في حديثه إلى المفضل : « تأمل خلق القرد وشبهه بالانسان في كثير من أعضائه أعني الرأس والوجه والمنكبين والصدر وكذلك أحشاؤه شبيهة أيضاً بأحشاء الانسان ، وخص مع ذلك بالذهن والفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يومئ إليه . . . أن يكون عبرة للانسان في نفسه ، فيعلم أنه من طينة البهائم وسنخها ، إذ كان يقرب من خلقها هذا القرب . ولولا فضله الله بها في الذهن والعقل والمنطق كان كبعض البهائم . والفصل الفاصل بينه وبين الانسان بالصحة هو : النقص في العقل والذهن والنطق » [2] .
نعود فنقول إن الفرق الثالث بين العقل والغريزة هو أن الانسان يواصل سيره التكاملي في ظل العقل والتفكير ، بينما الحيوان محصور في قلعة الغرائز



[1] راه ورسم زندكى ص 28 .
[2] بحار الأنوار للمجلسي ج 2 ص 301 .

188

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست