نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 187
وكذلك الحيوانات فإن أفعالها ليست على أساس الروية والتفكير . « إن الحيوانات بالرغم من جهلها بنفسها وبيئتها ، تجد طريق الوصول إلى مسالك الحقيقة بدقة عجيبة ، أما الانسان فليس كذلك . وكأن الحياة اتخذت للتكامل في العالم طريقين مختلفين : أحدهما الغريزة والآخر الذكاء والإرادة » . « إن جميع الموجودات ما عدا الانسان تملك شيئاً من العلم الفطري عن العالم وأنفسها . هذه الغرائز تقودها بشكل دقيق تماماً للوصول إلى الحقيقة . وعليه فلا تملك حرية خداعة . إن الموجودات التي تتميز بالعقل هي التي تخدع وتقبل التكامل في النتيجة . اما الحشرات فهي على عكس ذلك تتميز بنظام جماعي ثابت لم يطرأ عليها التغيير منذ عشرات الآلاف من السنين وحتى اليوم » . « إن أنثى الكلب - على العكس من أنثى الانسان - لا تخطئ في مراقبة صغارها أبدا ، الطيور تعرف متى يجب أن تبني أعشاشها . والنحلة تعرف المواد الضرورية للملكة أو العمال أو الحرس . إن الحيوانات لا تملك حرية وذلك لأتوماتيكية الغريزة ، ولذلك فهي لا تستطيع أن تعيش كما يعيش الانسان متمتعاً في أسلوب حياته بإرادته وحريته . إن الانسان لا يعرف بعد كيفية إدارة نفسه ، ولم يوفق أبداً لبناء تمدّن الكمال التي يستطيع بها أن ينظم حياته الاجتماعية بنسبة الدقة الموجودة في تنظيم الغريزة لتجمع النحل . وعليه فإن جهودنا يجب أن تبذل بصورة رئيسية في دعم رصيدنا الروحي » [1] .