نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 177
الانسان في وصوله إلى السعادة والكمال ومع ذلك فهي مذمومة ومهجورة عند بعض الأمم . وإذا كان العقل وحده كافياً في معرفة الحقائق واراءة طريق السعادة والشقاء لما كانت هناك حاجة لارسال الأنبياء لهداية البشر وتكليف الناس بإطاعتهم [1] . يقول الامام موسى بن جعفر ( ع ) لهشام بن الحكم ضمن حديث طويل : « يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة ، وحجة باطنة . فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول . . . » [2] . إختلاف البشر : إن عدم نضح العقل البشري طوال القرون المتمادية هو الذي سبب اختلاف الناس في كيفية تعيين مناهج حياتهم ومعرفة طريق سعادتهم . وقد تؤدي هذه الاختلافات إلى ومشاحنات عظيمة ، ومفاسد لا تجبر . والعالم المتحضر - بالرغم من النجاحات العلمية والعملية الباهرة التي أحرزها - لم يكن بعيداً عن هذا البؤس ، فهو لا يزال يحترق في نار الاختلافات العقيدية وبذلك يعرض السلام العالمي والأمن العام إلى أعظم الأخطار في كل آن . ومن أبسط الأمثلة على ذلك أننا نرى اليوم أن الشيوعية قد صارت سبباً في أعظم وأخطر الانشقاقات الفكرية ، فهناك الملايين من العقلاء والمثقفين والجامعيين يعتقدون بأن طريق السعادة الانسانية منحصر في تطبيق النظام الشيوعي ، وأنه إذا قدر لهذا النظام أن يسود العالم يوماً وتطبقه جميع الأمم والقوميات في العالم فان البشرية ستصل إلى أوج عظمتها ، وستضمن لها سعادتها وكمالها اللائق بها . وللوصول إلى هذا الهدف يجب السعي بكل جهد لإزالة الموانع - الواحدة بعد الأخرى - وكذلك يجب العمل لبث الفكرة بمختلف وسائل الدعاية والاعلان ، فلربما يشمل هذا الفيض العظيم العالم كله ، وتكون
[1] للتفصيل في هذا الموضوع يراجع فصل ( ما حاجتنا إلى الأنبياء مع وجود العقل ؟ ! ) من كتاب ( دفاع عن العقيدة ) للمترجم . [2] الكافي لثقة الاسلام الكليني ج 1 ص 16 ، ط طهران .
177
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 177