responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 176


< فهرس الموضوعات > المقارنة بين العقل والغريزة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الغريزة وادراكها الواقع < / فهرس الموضوعات > المقارنة بين العقل والغريزة :
يختلف العقل والغريزة من جهات عديدة . ولكننا سنقارن بين هاتين القوتين العظيمتين الإلهيتين من جوانب أربعة فقط : المناهج العملية والأساليب الغريزية في كل من الحيوانات تكون على نمط واحد ولا يوجد بينها اختلاف في ذلك . أما الانسان فإنه يملك أساليب مختلفة ومناحي متعددة في أفكاره ونشاطاته . فمثلا نجد النحلة تعيش في مناطق عديدة من الكرة الأرضية ، وتعتبر الخلية بمنزلة دولة مستقلة لها ، فيوجد في دولة منظمة من تنظيمات وقوانين . ولكنها متشابهة من حيث أن الأساس في تلك التنظيمات قائم على الهداية الفطرية والغرائز التي أودعها الله تعالى فيها . تتعين الملكة في جميع المناطق حسب شروط معينة متساوية والواجبات المقررة لكل طائفة من النحل معينة حسب قانون الغريزة ، وكذلك الغرف فإنها تبنى في جميع الخلايا على شكل سداسي . أما الحكومات البشرية فإنها تدار حسب أنظمة مختلفة ، ولها منظمة خاصة وقد وضعت كل حكومة قانونا معينا لها ، والسر في ذلك هو أن الانسان لا يستند إلى الغريزة في نشاطاته ، بل يعتمد على العقل والتفكير . ومعلوم أن لكل شخص أو أمة أسلوبها الخاص في التفكير .
الغريزة وإدراكها للواقع :
لما كانت الغريزة عبارة عن الهداية الفطرية التي أودعها الله العالم الحكيم في الأحياء فإنها لا تخطئ أبداً ، بل تعمل بعين البصيرة النافذة . أما العقل فإنه يجب أن يستعين بالمقدمات لاستخراج النتائج ، فقد يخطئ في المقدمات وقد يخطئ في كيفية الاستنتاج منها . وهناك العشرات من المؤثرات التي تترك أثارها على العقل ، مثل :
الغضب والشهوة والعادات الاجتماعية التقاليد العائلية . . . وهذه تنحرف بالعقل عن طريقه المستقيم فيحرم من إدراك الواقع والحقيقة في النهاية .
فما أكثر السيئات الحقيقية التي تضر بالسعادة الانسانية ومع ذلك فهي محبذة ومحبوبة لدى بعض الأمم . وعلى العكس فما أكثر الحسنات التي تعين

176

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست