نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي جلد : 1 صفحه : 158
بل مخدرة فقط » [1] . إن الحيوانات والحشرات تسير بأحسن ما يكون من الانتظام في طريق حياتهما وتكاملها - في كنف الهداية الفطرية - ولا تحتاج في ذلك إلى التربية والتعليم . الخصائص المشتركة بين الانسان والحيوان : أما البشر فإن جانباً من مناهجه الحياتية وقوانينه التكاملية تدار بواسطة لهداية الفطرية من قبل الله تعالى ، وفي ذلك يشبه الحيوانات والحشرات في أنه لا يحتاج إلى مرشد ومعلم . فالمعدة في هضمها للطعام ، والكبد في تصفية الغذاء وتحويله إلى دم ، يعرفان واجباتهما على أكمل وجه ولا يحتاجان في ذلك إلى من يرشدهما ويهديهما . وكذا مبيض المرأة فإنه يعمل بصورة تلقائية على صنع بيضة واحدة في كل شهر . وكذلك الرحم في صنع الجنين ، وغدد الثديين في صنع الحليب للطفل . فكل هذه الأعضاء قد تلقت دروسها في مدرسة الخلقة والابداع . والانسان لا يحتاج في إحساسه بالجوع والعطش والتعب والرغبة في النوم وإدراك البلوغ والرغبة الجنسية إلى دراسة ومدرسة ، إذ أنه يدرك هذه الحقائق بصورة فطرية . لكن الأطفال يحتاجون إلى المربي والمعلم في موردين : الأول في صفات مشتركة بين الانسان والحيوان . والثاني من خواص الانسان . وسنضرب لكل منهما بعض الأمثلة الموجزة . أما الموارد التي يتشرك فيها الانسان مع سائر الحيوانات ، فهي أن الحيوانات تعرف أعداءها وتهرب منها بلا حاجة إلى دراسة وتلقين ، ولكن الانسان يعرف أعداءه عن طريق التعلم والتجربة . الحيوانات تعرف مقدار حاجتها إلى الطعام من ناحية الكم والكيف ، وتعرف كيفية تربية أطفالها وتغذيتهم أيضاً بلا حاجة إلى معلم ، ولكن الانسان عرف احتياجاته الغذائية