responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 159


ونسب المواد الغذائية التي يجب أن يتناولها بعد تجارب عديدة ومحاولات طويلة ، أما تغذية الأطفال بالصورة الصحيحة فيخضع لنظر الطبيب .
إن صغار القط تدرك الفواصل تماماً وتعرف مقدرتها أيضاً ، فلا تقفز إلى الأماكن التي تكون الفاصلة نحوها بعيدة ولا تستطيع القفز نحوها ولكن الأطفال لا يفهمون هذه الأمور فما أكثر ما رأيناهم يسقطون من السطوح العاليمة ويموتون . وهكذا المهر فإنه يفهم خطر الغرق في الماء ولا يرمي بنفسه في ولم يسمع لحد الآن أن مهرة قد اختنقت في نهر القرية أو بركتها جهلاً ، لكن أطفال البشر هم الذين يسقطون في أحواض البيوت والمسابح فيغرقون !
والحيوانات لا تحتاج في الأمور الصحية وحفظ سلامتها وسلامة صغارها إلى التعليم والتربية ، ولكن البشر نراه ماداً يد الحاجة دائماً إلى العم والعالم لحفظ سلامته وسلامة أطفاله على ضوء ارشاداته . هذه هي بعض الأمثلة البسيطة على المقارنة بين الصفات المشتركة بين الانسان وسائر الحيوانات .
خواص الانسان :
أما فيما يتعلق بالجانب الثاني . فإن في باطن الانسان قابليات ومواهب خاصة لا توجد في الحيوانات أصلاً . هذه المواهب والقابليات هي التي تبلغ بالانسان إلى أعلى درجات الكمال الانساني في المدارج الايمانية والمراحل الأخلاقية ، وبذلك تحفظه عن كل المدنسات والرذائل . . . وهي التي تجعله مسيطراً على علام طبيعة في المجال العلمي وإدراك نواحي الخلقة ، وبذلك تخضع له جميع القوى والطاقات الأرضية ، ثم تفسح له المجال للسيطرة على الأجرام السماوية وتسخيرها أيضاً . لكن هذه الثروة العظيمة التي ينحصر بها الانسان تكمن في الباطن بصورة استعدادات وقابليات ولا تظهر لوحدها أصلاً ، وفي ظل التربية والتعليم فقط يمكن إخراج تلك الذخائر العظيمة من القوة إلى الفعل ، ومن الاستعداد إلى حيز التنفيذ والاستغلال .
إن أصوات الحيوانات التي تكون كل منها بمنزلة علامة خاصة ، لا تحتاج إلى تمرين وتربية ، ولكن التكلم الذي لا يعدو كونه أبسط الظواهر الانسانية لا يتم من دون مرشد ومرب ، إذ لو ترك الطفل من أول يوم ولادته

159

نام کتاب : الطفل بين الوراثة والتربية نویسنده : الشيخ محمد تقي فلسفي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست