نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي جلد : 1 صفحه : 19
أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، فالأولى أن يقال : صلى الله عليه وسلم تسليما . دفع هذا الأشكال نقول : نعم أن الله جل وعلا أمر بهذه الآية بالصلاة والسلام على نبيه ( ص ) ، من دون ذكر كيفيتها ، كما أمر في آيات عديدة بالصلاة اليومية الواجبة ، مثل قوله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( [ العنكبوت / 45 ] ولكن كيفية الصلاة الواجبة من أين نأخذها ونعلمها لنقيمها كما أمر الله بها ؟ أليس النبي ( ص ) هو الذي يبين لنا كيفيتها بسنته الغراء فعلاً وقولاً وإقراراً ، كما يبين جميع ما في القرآن من علوم وأسرار ، وهو الذي فيه تبيان كل شئ . قال تعالى : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَئٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ( [ النحل / 89 ] . ومعلوم أن القرآن الذي أنزل تبيانا لكل شئ لا يعلم كل ما فيه من تبيان من الله - أولاً بالذات - إلا الذي أنزل عليه وأوحي إليه وهو ( ص ) المرجع الأول لأمته الذي يبين لهم ما نزل فيه إليهم ، قال تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( 43 ) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( [ النحل / 43 - 44 ] فالنبي ( ص ) بين لأمته كيفية الصلاة عليه التي أمر الله بها في الآية الشريفة كما بين لهم كيفية الصلاة
19
نام کتاب : الصلاة على محمد وآله في الميزان نویسنده : عبد اللطيف البغدادي جلد : 1 صفحه : 19